الأربعين هواليوم الأربعين من بعد استشهاد الحسين بن علي في معركة كربلاء . كان الحسين قائدا ثوريا ضحى بحياته من أجل الحرية و

العدالة الاجتماعية. فما هو يوم الأربعين؟

يستمر الحداد في الثقافة الإسلامية فترة أربعين يوما. لذلك يحيي الملايين من المسلمين حول العالم يوم الأربعين بعد استشهاد الحسين فيعلنون الحداد في ذكرى المأساة التي حلت به وبعائلته و أصحابه.

Hussain ibn Ali est aujourd'hui enterré dans la terre de Karbala, en Irak, où des millions de visiteurs viennent chaque année lui rendre hommage.
صورة: يرقد الحسين ابن علي اليوم في أرض كربلاء في العراق حيث يتوافد الملايين لزيارته كل سنة

القصة التاريخية ليوم الأربعين

وكان الحسين بن علي “ع” قائد الثورة التي قامت ضد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان . كان يزيد حاكما مستبدا مغتصبا للسلطة بطريقة غير شرعية و منتهكا لحقوق و كرامة الشعب . أراد يزيدمن الحسين أن يبايعه كي يضفي المصداقية على حكمه الفاسد . لكن الحسين لا تسمح له قيمه ومبادئه الأخلاقية و الانسانية بمبايعة هكذا حاكم ، فقتله جيش يزيد الذي فاق عدده ال ٣٠،٠٠٠ في معركة شارك فيها أتباع الحسين الذي لا يفوق عددهم ال٧٢ مقاتلا.

بعد معركة كربلاء ، اتخذ يزيد من نساء و أطفال الحسين أسرى حيث كبّلت ايديهم بالسلاسل و تم عرضهم في شوارع الكوفة ( العراق )، و دمشق ( سوريا ) – حيث أنهم تعرضوا للتعذيب من قبل الحشود قبل أخذهم الى يزيد ووضعهم في السجن في نهاية المطاف.

استشهد الحسين و لكن ثورته استمرت من خلال أخته السيدة زينب وابنه زين العابدين . قامت شقيقة الحسين وابنه بتحدي يزيد في بلاطه الخاص عبر القاء الخطبة الشهيرة التي ذموا فيها يزيد و أتباعه فلم يكن ليزيد من الا أن يطلق سراح الاسرى بعد أن انتشر خبر الجريمة التي ارتكبت ضد الحسين و عائلته و أصحابه في أنحاء البلاد.

و يقال أنه في يوم الأربعين عادت عائلة الحسين إلى أرض كربلاء ليقدموا الولاء و يودعوا الأبطال والأحباء الذين سقطوا و ضحوا بحياتهم من أجلهم.

Day of Arbaeen - Arbaeen Walk
فتاة صغيرة تمشي مع أمها نحو كربلاء

يوم الأربعين ، اليوم

اليوم ، وبعد مرور ما يقارب ال ١٤٠٠ سنة ، يخلّد الملايين من الناس من جميع أنحاء العالم ذكرى أربعين الحسين. حيث يقدم العالم احترامه للتضحيات التي قام بها الحسين من أجل العدالة الانسانية و الاجتماعية . عادة ما يقوم الناس في مثل هذا اليوم بتنظيم المسيرات الكبيرة في المدن في جميع أنحاء العالم لإظهارأنهم يقفون من أجل العدالة والكرامة والسلام مما يظهر استمرارية ثورة الحسين الأبدية عبر الأزمان.

في السنوات الأخيرة – و بعد سقوط نظام صدام –عاد التقليد الذي يقوم به الزائرون وهو السير على الأقدام ٨٠ كم من النجف ( مرقد علي بن أبي طالب ) الى كربلاء. و من حينها ، ازداد عدد الزائرين من 17 مليون إلى 25 مليون شخص على الأقل . على الرغم من تهديد الإرهابيين الذين تعهدوا بمهاجمة الزوار، الا أن الناس من جميع أنحاء البلاد يأتون للزيارة.

و على طول امتداد ٨٠ كم من النجف إلى كربلاء يقوم المتطوعين بتوزيع المواد الغذائية و المشروبات المجانية لأولئك الذين يأتون للزيارة ، فضلا عن توفير أماكن للاسترخاء والغسل والنوم. يمثل يوم الأربعين الآن أكبر تجمع سلمي سنوي في العالم ، حيث يزيد عددهم عاما بعد عام.